بسم الله الرحمن الرحيم

 

افـــتـــتــــاحــــيـــــة

             

يحظي المرء بشرف عظيم حينما تُتاح له فرصة تسطير كلمات لافتتاحية دليل معهد دراسي تفرد منذ أكثر من نصف قرن بأن يكون أول مؤسسة علمية علي الصعيد العربي¡ متخصصة في الدراسات العليا التي تمنح شهادات الدبلوم¡ ودرجة الماجستير المُعترف بها رسميا في مصر¡ وبالتالي في الدول الأخرى التي تعترف مصر بمعادلتها كدراسات في سياق الدرجة الجامعية الثانية المؤهلة لنيل درجة الدكتوراه في أغلب فروع العلوم الإنسانية¡ كما أنه لا يسعى لتحقيق الربح¡ مما يصدق بحق بأن تكون مؤسسة علمية أهلية. 

ويعرض هذا الدليل سيرة معهد الدراسات العليا الإسلامية العالمية¡ ويبرز أسماء أساتذة الجيل العظام الذين أرسوا دعائم المعهد في مختلف تخصصاته لتكون سيرتهم الشامخة نبراسا يستهدي به أعضاء هيئة التدريس والعاملون بالمعهد¡ ليقدموا خدمة حقيقية لطلابه في إثراء معارفهم وتطويرها في سياق التطور الإنساني المعاصر¡ والدراسة في المعهد علي مرحلتين:ـ

 

المرحلة الأولي: مرحلة الدبلوم¡ ويمنح المعهد فيها للطلاب شهادة دبلوم الدراسات العليا الإسلامية بعد دراسة عامين¡ وهي درجة علمية مُعتمدة من وزارة التعليم العالي في جمهورية مصر العربية.

 

المرحلة الثانية: مرحلة الماجستير¡ والدراسة فيها علي سنتين ـ سنة للتمهيدي ماجستير وتحظي بعناية خاصة من ناحيتين: الأولي¡ اختيار أقدم الأعضاء في كل شعبة كمشرف أكاديميº حيث يخصص موعداً أسبوعياً لتوجيه الطلاب في بلوغ تطلعاتهم العملية والعلمية. والثانية¡ دراسة متعمقة في الجوانب العلمية المتعددة لكل شعبة.

وتبدأ السنة الثانية بعقد لقاء (سيمينار) حلقة نقاشية مع المرشح لإعداد أطروحة الماجستير¡ بعد أن يُطلب من الطالب إعداد خُطة بحث يجري تقييمها وتقييم جهوده فيها في إطار(سيمينار) في حضور أساتذة الشعبة جميعاً¡ وبإجازة هذه الخُطة ليبدأ الطالب في دراسة الماجستير مستعيناً بتوجيهات المشرف الأكاديمي من الناحية المنهجية¡ ومشرف من الناحية العلمية¡ وعلاوة علي مزايا هذا التوجيه العلمي في تمهيد الدرب للباحث¡ فإنه يقدم للمكتبة ولأقرانه المعرفة بالموضوعات الحيوية التي تتطلبها المكتبة العربية. 

ولا شك أن إمكانات المعهد العلمية¡ و تاريخه تعزز طموحاتنا أن نمدُ أبصارنا إلي وضع دعائم وشروط التسجيل لنيل درجة الدكتوراه. 

ومن الإنصاف أن أتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور/ حسنين ربيع عضو هيئة التدريس بالمعهد¡  ونائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق علي جهوده في إخراج هذا الدليل¡ كما أسهم بنصيب في هذا الإعداد الأستاذ الدكتور/ عبد الباسط وفا محمد عضو هيئة التدريس وعضو مجلس إدارة المعهد.

ولاشك أن تسجيل الدليل للأسماء الشامخة التي تعاقبت علي تولي عبء التدريس أو الإدارة بالمعهد لتُعيد للقارئ سماحة ديننا الحنيف¡ وذكري شوامخ علماء مصر ومفكريها من جامعة الأزهـــر الشريف وسائر الجامعات المصرية العريقة.

 

عمــيد المعهد


أ.د/ محمود عبد الحميد حسين

 

 

 

 

 

 نبذة عن معهد الدراسات العليا الإسلامية

 

أنشئت جمعية الدراسات الإسلامية ومعهد الدراسات العليا الإسلامية في شهر نوفمبرسنة1954¡ عندما اجتمع لهذا الغرض مجموعة من السادة الأساتذة¡ كان من بينهم:-

 أ.د/ محمد علي علوبة باشا.

 أ/ علي بدوي ــ المحامي وعميد كلية الحقوق.

المستشار/ محمد إبراهيم فهمي ـ مستشار رئيس الجمهورية للشئون القانونية.

 أ/ محمد القمى.

أ/ محمد محمـد المدني ـــ المدرس بكلية الشريعة.

أ/ محمود محمد الخضري ـــ مراقب الثقافة في وزارة التربية والتعليم.

 أ.د/ يحيى الخشاب ـــ الأستاذ بكلية الآداب ـــ جامعة القاهرة. 

وقرر المجتمعون تكوين جمعية ثقافية باسم جـمـعـية الدراسات الإسلامية¡ وكان الغرض من إنشاء الجمعية ومعهد الدراسات العليا الإسلامية أن يعملا في ميدان الخدمات الدينية¡ والثقافية¡ والمعرفية¡ ومن أهمها:-

 

أـ دراسة أحوال البلاد الإسلامية ونظمها الاجتماعية والثقافية والاقـتـصادية.

 

ب ـ السعي في التعارف والتقريب بين المسلمين وتوثيق الروابط بينهم.

 

ج ـ دراســة أحوال الأقليات الإسلامية في بلاد العالم.

 

د – دراسات الاتجاهات الدولية إزاء البلاد والجماعات الإسلامية.

 

وذلك عن طريق:-

 

1- إنشاء معهد للدراسات العليا الإسلامية.

2- إلقاء محاضرات عامة.

3- إصدار مجلة.

4- تأليف وترجمة ونشر كتب ورسائل متعلقة بالشئون الإسلامية.

5- الاشتراك في المؤتمرات المتصلة بالشئون الإسلامية.

6- القيام برحلات لدراسة الشئون الإسلامية.

وكان صاحب الفكرة في إنشاء الجمعية والمعهد لتحقيق الأغراض سالفة الذكر المرحوم الأستاذ المستشار/ محمد فهمي السيد  الذي كان في ذلك الوقت مستشاراً بمجلس الدولة¡ ومستشاراً لرئيس الجمهورية للشؤون القانونية¡ وقد وضع ـ رحمه الله ـ كل جهده وراء المشروع حتى بدأ العمل بالجمعية والمعهد سنة 1954 بمقرهما الأول (43 شارع الإخشيد بالروضة)- فيلا مؤجرة للجمعية. 

وتكونت موارد الجمعية من اشتراكات الأعضاء¡ والتبرعات والهبات والوصايا¡ ومساهمة وزارة التعليم العالي في النفقات¡ ومساهمة وزارة الأوقاف في نفقات النشاط الثقافي للجمعية¡ والإعانات الحكومية والموارد الأخرى التي يوافق عليها مجلس إدارة الجمعية. 

وأقبل علي معهد الدراسات العليا الإسلامية في 43 شارع الإخشيد بالروضة عدد كبير من خريجي الجامعات والمعاهد العليا, كما انتسب إليه كثير من أبناء البلاد العربية والإسلامية¡ وازداد الإقبال علي المعهد عاما بعد عام حتى قارب تعداد طلبته عام1965(ألف طالب) فضاق مبني المعهد عن أن يسع هذا العدد الكبير¡ مما حـــدي بالسيد/ حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف يومئذ أن يتفضل بمنح الجمعية 4200 متراً مربعاً بمدينة الأوقاف (أمام نادي الزمالك) لتقيم عليه مقراً لها ولمعهدها¡ وتعاقدت الجمعية مع شركة التعمير والمساكن الشعبية (احدي شركات القطاع العام) لتتولي وضع تصميم المبني. 

وفي تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم السبت الموافق18/12/1965وبحضور كلا من:-  أ.د/ سليمان عزمي ـــ رئيس الجمعية.

       أ.د/ محمد عبد الله العربي ــ أمين سر الجمعية.

وتم إرساء حجر الأساس لمقر الجمعية ومعهدها الجديد (معهد الدراسات العليا الإسلامية).

وفي حفل كبير وضع حجر الأساس الأستاذ الدكتور/ حسين محمد سعيد ــ وزير التعليم العالي¡ وذلك بـمـديـنـة الأوقاف بإمبابة- بـالسـرادق الـمقام أمام مدخل نادي الزمالك¡ وتم نقل المبني مــن شارع الإخشيد إلي مقره الحالي في يونيه 1970م. 

وقد تم اختيار الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الله العربي رئــيســاً لجمعية الدراسات الإسلامية ومديراً للمعهد حتى 1969م. 

وتـــم اختيار فـضـيـلـة الشيخ/ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف رئــيســاً لجمعية الدراسات الإسلامية ومديراً للمعهد في عام 1969/1970¡ ومن 16/1/1972إلـــي حين وفــــــاة فضيلته سنة 1986م. 

ولـقـد أسهم فـي نشاط الجمعية والمعهد جــمــاعة متميزة من رجال الفكر¡ والقانون¡ والاقتصاد والشريعة¡ بذلوا من الجهد لفترات تقل أو تزيد حسب الأحوال¡ ولكنهم جميعاً أسهموا بمقدار في دعم الجمعية والمعهد ونشاطهما سواء عن طريق الاشتراك في إدارة شئونهما أو عن طريق التدريس.

فممن أسهموا في إدارة الجمعية والمعهد والتدريسمنذ إنشائهما:-

 1-  الأستاذ/ محمد علي علوبة باشا.

2-  الدكتور/ سليمان عـــزمي باشا.

3-  الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الله العربي.

4-  فضيلة الأستاذ الشيخ/ أحمد حسن الباقوري.

5-  الأستاذ الدكتور/ محمد صبحي عبد الحكيم.

6-  ثم الرئيس الحالي للجمعية الأستاذ الدكتور/ خلاف عبد الجابر خلاف.

 والأربعة الأخيرون كانوا يقومون بالتدريس بالمعهد. كما أن الأربعة الأوائل والأخير كانوا عمداء للمعهد إلى جانب رئاسة مجلس إدارة الجمعية.

 وتولي عمادة المعهد أ.م/محمد بهجت عتيبة  نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا خلال الفترة من سنة 1986 إلي سنة 2007م.

أمـا الـرئـيـس الـسـابـق لـمـجـلـس إدارة مـعـهـد الــدراسـات الإسـلامـيـة فـهـو الـمرحـوم أ.د/ صـوفي حسن أبو طالب- رئيس مجلس الشعب الأسبق.

ثم العميد الحالي أ.د/ خلاف عبد الجابر خلاف ـ رئيس اللجنة الاقتصادية¡ والمالية بمجلس الشورى سابقاً¡ وعميد كلية الحقوق جامعة بني سويف الأسبق¡ رئيساً لمجلس إدارة معهد الدراسات الإسلامية للعام الدراسي 2007/2008 خلفاً للراحل أ.د/ صـوفي حسن أبو طالب.

ثم الأستاذ الدكتور/ أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب لعام 2010¡ والآن الرئيس الحالي لمجلس إدارة المعهد الأستاذ الدكتور/ محمد علي محجوب وزير الأوقاف السابق.

ومن أبرز من أسهموا في نشأة الجمعية والمعهد خلاف من ذكروا: 

من رؤساء مجلس الشعب والشورى:-

1-   الأستاذ الدكتور/ محمد كامل ليلة ـ  رئيس مجلس الشعب الأسبق.

2-   الأستاذ الدكتور/ رفعت المحجوب ـ رئيس مجلس الشعب الأسبق. 

3-   الأستاذ الدكتور/ صوفي حسن أبو طالب ـ رئيس مجلس الشعب الأسبق.

4-   الأستاذ الدكتور/ أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق.

5-   الأستاذ الدكتور/ محمد صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى الأسبق. 

ومن علماء الأزهر الشريف:-

1-   فضيلة الإمام الأكبر الشيخ/ عبد الحليم محمود ـ شيخ الأزهـــر الأسبق.

2-   فضيلة الإمام الأكبر الشيخ/ جاد الحق علي جاد الحق- شيخ الأزهر الأسبق.

3-   فضيلة الإمام الأكبر الشيخ/ محمد سيد طنطاوى- شيخ الأزهر السابق. 

ومن رؤساء جامعة الأزهر:-

1-   الأستاذ الشيخ/ أحمد حسن الباقوري.

2-   الأستاذ الدكتور الشيخ/ محمد الطيب النجار.

3-   الأستاذ الدكتور الشيخ/ محمد السعدي فرهود.

4-   الأستاذ الدكتور/ عبد الفتاح الشيخ.

5-   الأستاذ الدكتور/ أحمد عمر هاشم. 

هؤلاء هم بعض من كل ممن أسهم في شئون الجمعية والمعهد بالإدارة والتدريس¡ ولهم جميعاً الفضل بما أسهموا به¡ وقد عمل الأستاذ/ محمد الطوخي الجوهري مراقباً عاماً للمعهد والجمعية لما يزيد عن عشرين عاماً.